مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/30/2022 08:53:00 م
أهم ما يجب عليك معرفته عن حمّى البحر الأبيض المتوسّط - شهد جلب
أهم ما يجب عليك معرفته عن حمى البحر الأبيض المتوسط
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

لا بدّ أنّك سمعت يوماً عن |حمّى البحر الأبيض المتوسّط| ، ولكن ما هو هذا المرض ؟ وما هي أسبابه ؟ وما هي الأعراض والعلاج ؟ 

هذا ما سنتحدّث عنه في مقالنا لليوم . 

حمّى البحر الأبيض المتوسّط أو اختصاراً  FMF هي مرض تمّ اكتشافه لدى القاطنين بالقرب من البحر الأبيض المتوسّط ( كالأتراك ، سكّان الشّرق الأوسط ، الإيطاليين ، الإسبان وغيرهم  ) . 

وهي عبارة عن نوبات متكرّرة من |الحمّى| تعود |لخلل وراثي| في الشخص . 

وبنسبة عالية تصل ل 75 بالمئة ، تظهر هذه الحمى لدى الأطفال تحت سن ال 10 سنوات . 

ولكن ما هي أسبابها ؟ 

من اسمها تدعى بحمّى البحر الأبيض المتوسّط العائليّة فهي ترتبط بالوراثة بشكلٍ كبير حيث أنها تنتج عن |طفرة وراثيّة| في جين يدعى MEFV ويكفي طفرة  واحدة لظهور الإصابة . 

هذا الجين مسؤول عن توفير الأوامر لتكوين بروتين يدعى البيرين ( Pyrin  ) وهذا |البروتين| ينتج ويتواجد في بعض |الكريات البيض| وله وظيفة مهمّة في القضاء على |الالتهابات| ومنع حدوث العدوى . 

ما هي أعراض حمّى البحر الأبيض المتوسّط ؟ 

بما أنّ سببها هو خلل في إنتاج البروتين المكافح للالتهاب ، فإنّ من أهمّ أعراضها هي الالتهاب المتكرّر للأغشية المبطّنة لجدار البطن حيث تحدث نوبات من الحمّى تصل ل حرارة 40 مع آلام بطنيّة وصدريّة قد تصل شدّتها لإعاقة التنفّس ، أيضاً تترافق الأعراض مع آلامٍ في المفاصل وفي كل نوبة يكون الألم متركّز في مفصل واحد كالكاحل أو الركبة فينتفخ المفصل ويصبح مؤلماً لدرجة أن الطّفل لا يستطيع المشي . 

تدوم النّوبة الواحدة حوالي يوم إلى ثلاثة أيام تختفي بعدها دون أخذ علاج ، و لا يعاني المريض من أي مشكلة في الفترة ما بين النّوبات .

النّوبات قد تكون مؤلمة لدرجة الاضطرار لدخول المشفى . 

هل هناك وقت محدّد لحدوث الحمّى ؟ 

بما أنّ سبب المرض يرتبط بوظيفة بروتين يكافح الإلتهاب ، فإن ظهور الحمّى غالباً يترافق مع عوامل كالتعرّض للعدوى ، الحيض لدى النّساء ، الإجهاد النّفسي ، التّعب الجسدي وكل هذه من محفّزات ظهور الحمّى . 

كيف نشخّص هذا المرض ؟ 

بما أنّ أعراضه تتشابه مع أمراض كثيرة كالآلام البطنيّة التي قدو توجّه للشّك بالزّائدة الدّوديّة وأيضاً آلام المفاصل التي قد تشخّص على أنّها مرض |الروماتيزم| وغيرها ، فإنّ المرض يعتبر من الصّعب تشخيصه إلى حدّ ما . 

ولذلك يكون التّشخيص اعتماداً على الفحص الجسدي ونفي الأمراض الأخرى المشابهة .

ومن إحدى طرق التّشخيص هي إعطاء المريض دواء الكولشيسين لمدّة معيّنة والمراقبة هل ستتحيّن الأعراض والنّوبات ، وهذا ما سيدلّ للتّشخيص الأكيد للمرض . 

أيضاً تعتبر التحاليل الدّموية عامل مساعد في التشخيص كتحليل الكريّات البيض التي ترتفع في هذه الحالة ، وعامل التخثر وبروتين يفرز من |الكبد| وغيرها . 

ما هو علاج مرض حمّى البحر الأبيض المتوسّط ؟ 

ليس لها علاج فعلي أو نهائي ، إنّما علاجات مخفّفة أو مسيطرة على الأعراض كدواء الكولشيسين الذي يمنع حدوث النّوبات ولكن في حال بدأت النّوبة بالفعل فلا تأثير كبير له في علاجها ، وتناوله بانتظام قد يساهم في عيش حياة طبيعيّة . 

بالطّبع فإن الجرعات وتغييرها يحدّدها الطّبيب المعالج . 

للدّواء بعض الأعراض الجانبيّة |كالإسهال| و |آلام في البطن| ويمكن تخفيف هذه الأعراض بالتّقليل من تناول منتجات الألبان والحليب . 

هل للمرض آثار على المدى البعيد ؟ 

قد يتفاقم المرض ويسبّب ما يدعى بالدّاء النّشواني ، وهو ترسّب لبروتين الأمليوئيد الذي ينتجه الكبد وقد يترسّب في أعضاء معيّنة وقد يؤدّي لفقدان وظيفتها . 

وتناول الكولشيسين لمدى الحياة يمنع ضهور هذا التّفاقم . 

أخيراً : يحتاج الطّفل إلى الدّعم النّفسي من محيطه ومن الأخصائيين والتكيّف مع المرض مع نيله العلاج الكافي . 

وهكذا نصل لختام مقالنا لليون دمتم بصحّة وعافية .

بقلمي: شهد جلب 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.